افتتح معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، فعاليات "قمة اقتصاد الشرق الأوسط 2025" التي استضافها سوق أبوظبي العالمي "ADGM"، بمشاركة نخبة من قادة الأعمال والاقتصاد وصنّاع القرار من مختلف دول العالم.
العالم يمر بتحولات جذرية
وفي كلمته الافتتاحية، أكد معاليه أن القمة تمثل لحظة حاسمة لتوحيد الجهود بين الحكومات والشركات لتعزيز التعاون الاقتصادي، مشيراً إلى أن العالم يمر بتحولات جذرية تتطلب وضوح الرؤية وجرأة في اتخاذ القرار وشراكات متعمقة.
واعتبر معاليه أن الشرق الأوسط يمتلك فرصة فريدة للعب دور محوري في الاقتصاد العالمي، عبر التنوع، والربط بين الشرق والغرب، والاستثمار في التحول الرقمي والتقنيات الحديثة.
تسريع النمو المستقبلي في قلب الأجندة
انطلقت النسخة الثانية من القمة تحت شعار "تسريع النمو المستقبلي"، وشهدت مشاركة أكثر من 1,500 شخص من مسؤولي الحكومات، ورؤساء شركات كبرى، وممثلي منظمات دولية، إلى جانب مستثمرين ورواد أعمال من أنحاء مختلفة من العالم.
ركزت الجلسات النقاشية على قضايا محورية تشمل الاستثمار المستدام، الذكاء الاصطناعي، الطاقة النظيفة، المدن الذكية، الاقتصاد الرقمي، وغيرها من التوجهات التي تُعيد تشكيل الاقتصاد العالمي.
الإمارات نموذج اقتصادي عالمي
أكد معالي الشيخ نهيان أن دولة الإمارات، بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، تمضي بخطى واثقة نحو تنمية شاملة ومستدامة ترتكز على تنويع الاقتصاد، وتعزيز البنية التحتية المستقبلية، والابتكار، والذكاء الاصطناعي، وتمكين الشباب.
أهمية التكامل الإقليمي
وشدّد على أهمية التكامل الإقليمي كرافعة استراتيجية، داعياً إلى توحيد اللوائح الاقتصادية والاستثمار في البنية التحتية الخضراء والرقمية، وتمكين رواد الأعمال لضمان تكيف المنطقة مع التغيرات العالمية.
شمول وتعاون عالمي
من جانبه، ألقى معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، الكلمة الافتتاحية للقمة، مشيراً إلى حالة عدم اليقين العالمية التي تشهدها الأسواق، وتباطؤ النمو نتيجة السياسات الحمائية وتوترات التجارة العالمية، مؤكداً أن الإمارات تتبنى نهجاً يقوم على بناء الجسور وتعزيز الشمولية والاستدامة الاقتصادية، وتسعى لتأسيس شراكات مع آسيا وأوروبا وأفريقيا بما يعكس التزامها بالنمو العالمي المتوازن.
محرك للابتكار الاقتصادي المستدام
أعرب سالم الدرعي، الرئيس التنفيذي لسلطة أبوظبي العالمية "ADGM"، عن فخره بالشراكة في تنظيم القمة، مؤكداً أن ADGM تواصل دورها كمحرك للابتكار الاقتصادي المستدام، وتركز على دعم التعاون بين القطاعين العام والخاص، مشيراً إلى أن هذه المنصات تسهم في تعزيز بيئة الأعمال وخلق فرص استثمارية جديدة عبر تسليط الضوء على الملفات الاقتصادية ذات الأولوية.
نقاشات رفيعة المستوى حول مستقبل الاقتصاد العالمي
ناقشت جلسة رفيعة المستوى بمشاركة الدكتور محمود محيي الدين، المبعوث الأممي لتمويل أهداف التنمية المستدامة، وراشد البلوشي، وكيل دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي، وصفاء الكوقلي، مديرة البنك الدولي بدول الخليج، التحديات الكبرى التي تواجه الاقتصاد العالمي، مثل تحولات التجارة والنظام المالي الدولي.
وشدد المتحدثون على أهمية التأقلم السريع مع المتغيرات وتعزيز قدرات الاقتصادات الإقليمية على التكامل والمرونة.
تحليل معمق للمشهد الاستثماري
شهدت القمة جلسات نقاشية بمشاركة خبراء من فيزا ومكتب أبوظبي للاستثمار ومجموعة "ملتيبلاي"، تناولت آفاق الاستثمار في الإمارات، مع تسليط الضوء على صعود التجارة الإلكترونية والتجارة عبر الهاتف المحمول، كمحركات لنمو اقتصادي رقمي متسارع.
الخدمات المالية تحت المجهر
وفي جلسة حول مستقبل الخدمات المالية، ناقش متحدثون من "ويو بنك" و"فينستريت" وسلطة تنظيم الخدمات المالية في ADGM الابتكارات الرقمية والتغييرات التنظيمية، وتحولات سلوك العملاء التي تُعيد تشكيل ملامح القطاع المالي.
تكنولوجيا المدن الذكية والاقتصاد الأخضر
سلّطت القمة الضوء على دور التكنولوجيا في دفع المدن الذكية نحو مستقبل أكثر استدامة، وتحسين جودة الحياة.
وأعربت شركات رائدة مثل "إي آند" و"مرسيدس بنز" و"سيمنز" و"مبادلة" عن تفاؤلها بمسار المنطقة نحو تبني الابتكار والتقنيات النظيفة.
كما تناول الخبراء سبل إزالة الكربون من أنظمة الطاقة، وتحسين كفاءة استخدام المياه، وبناء بنية تحتية تدعم الأهداف البيئية والاقتصادية طويلة الأمد.
دعوة لبناء اقتصاد الغد
اختتم جو شدياق، الرئيس التنفيذي لمجموعة جي سي ميديا ومنظم القمة، فعاليات القمة بتأكيده على أهمية الابتكار والشراكة متعددة الأطراف، قائلاً: "الالتزامات التي نشأت هنا، ستسهم في تشكيل اقتصادات المستقبل، وتمكين المجتمعات، وترسيخ الرخاء للأجيال القادمة".