أطلقت دائرة الصحة بأبوظبي حملة مجتمعية مبتكرة تحت عنوان "جمال عقولنا" في الجناح الداخلي لحديقة أم الإمارات، والتي تمتد فعالياتها حتى 26 أكتوبر.
وتأخذ الحملة الزوّار في رحلة تفاعلية تمتد عشرة أيام، يعيشون خلالها تجربة فريدة تجسد جمال وقوة العقل الإنساني بمختلف جوانبه، وتهدف إلى تعزيز الوعي بالصحة النفسية وتشجيع الحوار البنّاء حولها، وكسر حواجز الوصمة الاجتماعية المرتبطة بها.
كما تسعى إلى تزويد أفراد المجتمع بالأدوات التي تدعم الوعي الذاتي والعافية الذهنية في إطار جهود الإمارة المستمرة لبناء مجتمع يتمتع بالتوازن النفسي والعاطفي.
تصميم فني يجمع بين الإبداع والسرد الإنساني
جاء تصميم الحملة بأسلوب مبتكر يحوّل النقاشات المعقدة حول الصحة النفسية إلى تجارب فنية وإنسانية تفاعلية تجمع بين الإبداع الفني والسرد القصصي والتجارب الحسية الملهمة.
ويخوض الزوّار رحلة مدتها 33 دقيقة عبر سلسلة من الغرف المترابطة، صُممت كل منها لاستكشاف جانب فريد من العقل الإنساني مثل التواصل والوعي بالذات واليقظة الذهنية، في تجربة تجسد التزام أبوظبي بترسيخ ثقافة العافية النفسية وإتاحة مساحة خلاقة تعزز الترابط والتعاطف الإنساني.
دعوة للاهتمام بالصحة النفسية والعافية الذهنية
أكدت سعادة الدكتورة نورة الغيثي، وكيل دائرة الصحة – أبوظبي، أن حملة "جمال عقولنا" تمثل دعوة مفتوحة لكل فرد للاهتمام بصحته النفسية، مشيرة إلى أن تعزيز العافية الذهنية يعد ركيزة أساسية لحياة متوازنة.
وأوضحت سعادتها أن الحملة ليست مجرد تجربة فنية، بل رسالة إنسانية تحتفي بالشجاعة في الاهتمام بالعقل ورعايته، وتؤكد أن الدعم المتكامل متاح للجميع لتحقيق التوازن، فالقوة الحقيقية للعقل تكمن في الوعي والقدرة على طلب المساعدة عند الحاجة.
الصحة النفسية دعامة للمجتمع المزدهر
من جانبه، أوضح سعادة الدكتور راشد السويدي، مدير عام مركز أبوظبي للصحة العامة، أن الصحة النفسية تشكل دعامة أساسية لبناء مجتمع مزدهر ومتماسك، مشدداً على أن حملة "جمال عقولنا" تجسد هذه الرؤية، وأن طلب المساعدة والدعم دليل قوة وشجاعة نحو تحقيق جودة الحياة.
تجربة فنية تفاعلية داخل العقل الإنساني
تتضمن الفعالية خمس غرف رئيسية تتيح للزوار خوض رحلة استكشافية داخل العقل الإنساني؛ حيث تعيد غرفة "هنا والآن" التواصل مع الحاضر، فيما تسلط غرفة "همسات الضوء" الضوء على العلاقة بين الضوء والعاطفة.
وتعرض غرفة "بصمة العقل" فناً تفاعلياً يعتمد على الذكاء الاصطناعي وإشارات الدماغ، بينما تغوص غرفة "أصداء الوجود" في أعماق العقل الباطن والمشاعر غير المعبّر عنها باستخدام مؤثرات بصرية وصوتية وسردٍ شعري، وتختتم التجربة بغرفة "خيوطنا المشتركة" التي تحتفي بروح التعاطف والتكاتف المجتمعي.
أنشطة تفاعلية وجلسات توعوية متخصصة
تشمل الحملة أنشطة مبتكرة مثل "شجرة الامتنان" التي تعبّر عن الامتنان الذاتي والمجتمعي، و"الجدار التعبيري" الذي يتيح للزوّار مشاركة مشاعرهم بحرية، و"آلة تمزيق القلق" التي تجسد رمزياً التخلص من الضغوط النفسية.
كما تتضمن ورش عمل حول اليقظة الذهنية، وإدارة التوتر، وتعزيز الثقة بالنفس والنمو الشخصي، إضافة إلى جلسات حوارية مجتمعية يقدمها خبراء ومختصون في الصحة النفسية لنشر المعرفة وإلهام التغيير الإيجابي نحو مجتمع أكثر وعياً وتوازناً.