كشفت نتائج استطلاع حديث أجرته مؤسسة "إيلاب"، اليوم الأحد، عن تغيّرات كبيرة في المشهد السياسي الفرنسي، بعد مرور عام على قرار الرئيس إيمانويل ماكرون بحل الجمعية الوطنية والدعوة إلى انتخابات تشريعية مبكرة في يوليو من العام الماضي.
وأظهر الاستطلاع أن حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف بات يتصدر نوايا التصويت بفارق كبير عن خصومه، ما يشير إلى تغير ملحوظ في توجهات الناخبين الفرنسيين.
"التجمع الوطني" يتصدر المشهد السياسي بارتفاع لافت
وفقاً للاستطلاع الذي نُشرت نتائجه اليوم، سيحصل حزب "التجمع الوطني" على ما بين 32.5% و33% من الأصوات في حال إجراء انتخابات جديدة، مقارنة بـ24.7% في انتخابات 2024. ويمثل ذلك قفزة نوعية في شعبيته، ليبتعد بفارق واضح عن التحالفات الأخرى.
تراجع حاد لتحالف اليسار والمعسكر الرئاسي
أظهرت النتائج تراجع تحالف "الجبهة الشعبية الجديدة"، الذي يضم كلاً من "فرنسا الأبية"، و"الخضر"، و"الحزب الاشتراكي"، و"الحزب الشيوعي"، إلى نسبة 21% من نوايا التصويت، بعد أن كان قد تصدّر نتائج الانتخابات الماضية بنسبة 31.2%.
كما تراجع ائتلاف "معاً" الرئاسي بشكل كبير إلى 15.5% فقط، مقارنة بـ27.5% في العام الماضي، ما يعكس تآكل الثقة في هذا التحالف.
الفرنسيون يرون "التجمع الوطني" الرابح الأكبر
أشار الاستطلاع إلى أن 42% من الفرنسيين يعتبرون حزب "التجمع الوطني" هو الجهة السياسية التي عززت موقعها أكثر من غيرها عقب حل الجمعية الوطنية، بزيادة قدرها 8 نقاط خلال الأشهر الستة الماضية.
في المقابل، رأى 10% فقط أن "الجبهة الشعبية الجديدة" كانت الرابح الأكبر، فيما لم تتجاوز نسبة من يرون في المعسكر الرئاسي أو حزب الجمهوريين رابحين أكثر من 5%.
انقسامات اليسار تُضعف الأداء الانتخابي
تنبّه الاستطلاع إلى أن تشتت أصوات اليسار سيؤثر سلباً على أدائه في أي انتخابات قادمة، إذ تحصل التحالفات الصغيرة مثل تحالف الحزب الاشتراكي والخضر والحزب الشيوعي على نسبة 16% من الأصوات، بينما تحصل "فرنسا الأبية" بمفردها على 10%.
أما حزب الجمهوريين، فيتراوح تأييده بين 10 و10.5%، مستعيداً فقط نصف قاعدته الانتخابية من انتخابات 2024، رغم استقطابه لبعض ناخبي "معاً".
أزمة ثقة تضرب قاعدة ماكرون الانتخابية
كشف الاستطلاع أن المعسكر الرئاسي فقد جزءاً كبيراً من قاعدته الانتخابية، حيث لم يتمكن من الاحتفاظ سوى بـ63-64% من ناخبيه السابقين.
وتشير هذه النسبة إلى أزمة ثقة حقيقية يعاني منها الرئيس ماكرون وتحالفه، في وقت تتوزع فيه بقية الأصوات نحو أحزاب اليسار واليمين التقليدي على حدّ سواء.