بدأت إيمان العمراني مسيرتها المهنية في مجال التكنولوجيا، كإحدى السيدات القلائل اللاتي اخترن هذا المجال، قبل أن يتغير الحال على مدى رحلتها المهنية، مع التحاق السيدات بشكل متزايد بالقوى العاملة، ليس فقط في القطاع العام ولكن أيضاً بجميع قطاعات الأعمال ومختلف المجالات ومن ضمنها وظائف العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
وتشغل إيمان الآن منصب رئيسة الاستشارات الرقمية للجهات الحكومية الإماراتية في "أمازون ويب سيرفيسز – الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا"، وهو مجال يحتل مكانة الصدارة بقطاع التكنولوجيا، كما تبرع في استخدام العديد من الأدوات المتطورة، بما في ذلك تطبيقات الذكاء الاصطناعي الحديثة وطرح حلول مبتكرة للعملاء.
جهود الإمارات الكبيرة لخلق المزيد من الفرص للكوادر والكفاءات المحلية
وتبذل دولة الإمارات العربية المتحدة جهوداً كبيرة؛ لخلق المزيد من الفرص للكوادر والكفاءات المحلية للعمل في القطاع الخاص، حيث تؤتي هذه الجهود ثمارها، وهو ما يؤكده العدد المتزايد من الكوادر الإماراتية الذين يشغلون مناصب قيادية مثل إيمان.
وعملت حكومة الإمارات على تعزيز بيئة العمل التي تمكّن المواطنين، والسيدات على وجه التحديد، من تحقيق النمو والازدهار، إذ وفرت كافة السبل وفي مقدمتها الإصلاحات التشريعية الهادفة إلى تعزيز مشاركة المرأة وريادتها في الاقتصاد، إلى جانب طرح العديد من المبادرات الرائدة بما فيها "برنامج الإمارات للقيادات النسائية" المصمم خصيصاً لتعزيز مهارات القيادة لدى النساء الإماراتيات، وتنظيم الدورات التدريبية وتقديم الدعم من خلال مجلس تنافسية الكوادر الإماراتية، كجزء من مبادرة "نافس" التي تهدف إلى توفير فرص عمل للمواطنين في القطاع الخاص، وفي هذا السياق، تتعاون الحكومة مع القطاع الخاص على نطاق واسع لتسهيل مشاركة الكوادر الإماراتية وتقدمها في مختلف مجالات الأعمال.
كما شغلت إيمان بعد حصولها على درجة البكالوريوس في علوم الكمبيوتر من جامعة الإمارات العربية المتحدة، العديد من المناصب بقطاع التكنولوجيا، وتمكنت من التقدم الوظيفي للوصول إلى منصبها الحالي في "أمازون ويب سيرفيسز".
فرص للنمو وتطوير المهارات
وقالت إيمان إنها حظيت بالعديد من الفرص للنمو وتطوير مهاراتها من خلال العمل بعددٍ من الشركات والعلامات التجارية الرائدة في دولة الإمارات العربية المتحدة، مضيفةً: "لا شك أن العمل في شركة عالمية مثل "أمازون ويب سيرفيسز" يتيح لي تقديم خدمات قيّمة بالكثير من المجالات والقطاعات للعملاء والشركات في أنحاء المنطقة والعالم، ما ينعكس على مستوى المهارات والخبرات التي أكتسبها".
وأضافت: "أشعر بسعادة غامرة بأن أكون جزءاً من فريق يحظى بالدعم المستمر، والتشجيع على طرح الأفكار المبتكرة، وروح المبادرة، إلى جانب تقدير المساهمات التي نقدمها، حيث إن بيئة العمل المحفزة والداعمة تنتج تغييراً إيجابياً ملحوظاً على المستوى الشخصي والمهني للموظفين، ولأعمال أمازون بشكلٍ عام، وتفتح لنا آفاقاً واسعة لتحقيق مزيد من الإنجازات، وتقديم أفضل الخدمات لعملائنا كل يوم".
وأكدت إيمان رؤيتها بأن ثقافة العمل التي ترتكز على إدماج كافة الموظفين تعد عاملاً أساسياً في نجاحها المهني، وهي وجهة نظر تتفق معها حنان عبدالله، مديرة تسويق بقسم تجارة التجزئة في أمازون بدولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.
وتابعت: "لا شك في أن بيئة العمل الداعمة والمشجعة والتي تتميز بالتعاون والمرونة أمر بالغ الأهمية لتحقيق النمو وصقل المهارات على الصعيد الشخصي والتقدم والتطور المهني".
حنان عبدالله تعد إحدى الإماراتيات اللاتي حققن إنجازات مميزة بمجالها، حيث حصلت مؤخراً على جائزة "نافس" المرموقة، التي تكرم المواطنين الإماراتيين المتميزين العاملين في القطاع الخاص، والتي أطلقها سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، وكانت من ضمن الفائزين الذين استقبلهم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة "حفظه الله".
وتتيح ثقافة العمل التي تتبنى مبادئ التنوع والإدماج في القطاع الخاص بدولة الإمارات والمبادرات الرائدة لتنمية الكوادر بيئة عمل مثالية للسيدات مثل حنان للنجاح والتقدم.
وفيما يتعلق بهذا الشأن، فتقول حنان: "إن النساء الإماراتيات لديهن فرص كثيرة في القطاع الخاص، ما يتيح اكتساب الخبرات من خلال العمل بالشركات والمؤسسات الدولية والتعاون مع فرق وموظفين من مختلف أنحاء العالم، موضحةً أنه مع الطابع الحيوي والديناميكي للقطاع الخاص، يحصلن على فرصة المشاركة في العديد من المشاريع، ما يساعدهن على تعزيز وصقل مهاراتهن واكتساب المزيد من الخبرة والمعرفة".
وتبرز الأهمية الكبرى لتطوير مهارات جديدة لتجهيز القوى العاملة الإماراتية لوظائف المستقبل، مع احتمال أن تعمل التكنولوجيا على تغيير طبيعة مليار وظيفة بالسنوات القادمة، ويتطلع العديد من الخريجين الإماراتيين إلى البيئات المبتكرة التي تعزز روح التعاون في القطاع الخاص والتي توفر فرص التعلم والتطور المهني، وفقاً لاستبيان التوطين الأخير الذي أجرته شركة "بي دبليو سي الشرق الأوسط".
إضافةً إلى إيمان العمراني وحنان عبدالله، تأتي عبير محمد، التي تعد نموذجاً مشرفاً للمرأة الإماراتية، حيث تشغل منصب مساعدة بقسم الموارد البشرية في أمازون بدولة الإمارات العربية المتحدة، ولديها مسيرة مهنية غنية شغلت خلالها مجموعة متنوعة من المناصب بمجال التسويق والموارد البشرية، فضلاً عن كونها مدربةً شخصيةً ومتخصصةً في تعليم العديد من المهارات والتمارين الرياضية، بما في ذلك تمارين الكارديو وتمارين البيلاتس.
الحياة طموح بلا حدود
وأبدت عبير إيمانها بأن الحياة عبارة عن طموح بلا حدود وسعي دائم للتعلم في كافة المجالات، وتقول: "إن عقلية النمو والتطور هذه تجسد جوهر مكان العمل في دولة الإمارات"، مضيفةً: "لا شك في أن برامج التطوير المهني ضرورية لتقدم المرأة الإماراتية، ويعد الإرشاد والتوجيه -على وجه الخصوص- أمراً في غاية الأهمية؛ لأنه يوفر فرصاً للوصول إلى المهنيين ذوي الخبرة، الذين يمكنهم مشاركة معرفتهم ومعلوماتهم وتقديم المشورة المهنية، وتقديم نماذج يُحتذى بها للسيدات الطموحات بالقوى العاملة".
"برنامج أمازون لقادة المستقبل – إنجاح"
وطرحت الشركة في عام 2023 "برنامج أمازون لقادة المستقبل – إنجاح"، وهو مبادرة مصممة خصيصاً لتسريع النمو والتقدم الوظيفي للكوادر الإماراتية بجميع أقسام وعميات أمازون وإعدادهم لاستلام مناصب قيادية، حيث يساعد الموجهون على تنمية وصقل مهارات القيادة الأساسية للموظفين الإماراتيين أثناء التحاقهم بالبرنامج الذي يستمر لمدة عامين، والذي يشمل فرص التدريب على رأس العمل، واكتساب الخبرات من وظائف وأقسام متعددة، وحضور اجتماعات منتظمة مع قادة الأعمال، ما يضمن وضع المشاركين على مسار لتسريع وصولهم إلى المناصب القيادية.
وتساهم مبادرة أمازون من خلال وضع خطة متكاملة لإعداد قادة الأعمال الإماراتيين، في تحقيق أهداف التوطين بدولة الإمارات العربية المتحدة، وتدعم رؤية "نحن الإمارات 2031"، التي تهدف إلى دعم المسيرة الطموحة لتحقيق الازدهار الاقتصادي وتعزيز الرفاهية الاجتماعية، وتنمية رأس المال البشري في الدولة.
وتعد عملية إحداث تأثير ملحوظ في القطاع الرقمي من أكثر الجوانب المثيرة بوظيفة حنان عبدالله، والتي تبعث لديها مشاعر الرضا والسعادة بالإنجاز، وتقول في هذا الجانب: "يسهم القطاع الرقمي بدور محوري في دفع عجلة التنمية الاقتصادية، وتحقيق أهداف الرؤية الطموحة لدولة الإمارات؛ لبناء اقتصاد مستدام ومتنوع، فتحقيق النمو والتقدم بهذا القطاع يُمكّننا من المساهمة بشكل مباشر في النمو الاقتصادي والتنمية بالدولة".
وتشكل المساهمة الفاعلة للمرأة ودورها في التغيير أيضاً حافزاً قوياً لعلياء الشامسي، مديرة البرامج في خدمات أمازون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والتي شغلت سابقاً وظيفة بمجال الطيران قبل أن تنضم لفرق العمل في أمازون، منجذبةً لشهرة الشركة الرائدة بمجال التكنولوجيا والتركيز على تحقيق رضا العملاء.
وأوضحت علياء أنها نجحت في اكتساب الكثير من المهارات والنمو المهني من خلال بيئة العمل التي توفرها أمازون، والتي تدعم وتتبنى الأفكار المبتكرة وتعيد تعريف ما هو ممكن للنجاح والازدهار على المستويين المهني والشخصي، موجهةً رسالةً لأي سيدة تطمح للسير على خطاها قالت فيها: "تذكري وأنت تبدئين رحلتك المهنية أن المهارات يمكن تعلمها وأن الخبرة تُبنى بمرور الوقت".
تحلي بالجرأة والشجاعة ولا تخافي من المجهول
وأضافت: "تحلي بالجرأة والشجاعة ولا تخافي من المجهول.. كوني فضوليةً واسعي إلى الاستكشاف وطرح الأسئلة والبحث عن المزيد من الفرص للتعلم، فجميع الخبراء كانوا مبتدئين في مرحلةٍ ما من مسيرتهم المهنية".
في هذا اليوم نقول إن نجاح المرأة الإماراتية بغض النظر عن المرحلة التي حققتها بمسيرتها المهنية، ينعكس إيجاباً على قطاعات العمل التي تنشط فيها، وعلى تقدم وازدهار دولة الإمارات العربية المتحدة.