الرئيسية / اقتصاد / "الأطلسي الأمريكي": الإمارات ركيزة أساسية في صياغة المشهد العالمي للطاقة

"الأطلسي الأمريكي": الإمارات ركيزة أساسية في صياغة المشهد العالمي للطاقة

تنطلق فعاليات منتدى الطاقة العالمي بأبوظبي، غدًا الجمعة الموافق 10\1\2020، وتستمر حتى الـ13 من يناير الجاري.

وقال فريدريك كيمب الرئيس التنفيذي للمؤسسة البحثية الأمريكية، المعروفة بـ "للمجلس الأطلسي"، ومقرها في واشنطن: "تمتلك الإمارات من المقومات والتكنولوجيا المتقدمة، ما يجعلها ركيزة أساسية في صياغة مستقبل مشهد الطاقة العالمي وتوفير صورة أكثر وضوحًا؛ لاتخاذ الإجراءات اللازمة والتعامل مع التحديات المستقبلية.

وتابع فريدريك: "العام الجاري 2020 سيكون عام التقلبات، ليس فقط بالنسبة لأسعار النفط والطاقة بشكل عام، ولكن بالنسبة للجغرافيا السياسية".

وأشار كيمب إلى أن حالة عدم اليقين "الجيوسياسي"، ستلعب دورا أكبر في تذبذب أسعار الطاقة هذا العام، ما بين الارتفاع عندما نواجه أزمة طارئة والانخفاض فجأة كما لو أن السوق في مرحلة تهدئة الأسعار.

وأردف: "من اللافت أن أسعار الطاقة ظلت منخفضة خلال العام الماضي، رغم كل ما مرت به المنطقة من أزمات، ويرجع ذلك إلى وفرة النفط في السوق وإنتاج الولايات المتحدة من النفط والغاز، وهو ما أبقى الأسعار مستقرة بشكل ملحوظ لفترة طويلة من الزمن".

وكشف الرئيس التنفيذي للمجلس الأطلسي، عن أنه خلال العقد الماضي غيرت ثورة الغاز الصخري بشكل كبير مشهد الطاقة العالمي، ومع استمرار انخفاض الأسعار أدى الغاز الطبيعي إلى نزوح الفحم بشكل كبير كمصدر للطاقة، ففي الولايات المتحدة أدى التحول من الفحم إلى الغاز إلى خفض كبير في انبعاثات الكربون في حين ساعدت صادرات الغاز الطبيعي المسال العالمية في تعزيز هذا الاتجاه في جميع أنحاء العالم.

ولفت فريدريك كيمب إلى أن الدورة السنوية الرابعة للمنتدى، تناقش التداعيات الجيوسياسية والجيواقتصادية طويلة الأمد، التي يشهدها قطاع الطاقة، إضافة إلى التحول في مجالي النفط والغاز بقطاع الطاقة وتوفير التمويلات؛ لتأمين مستقبل الطاقة والترابط في عصر جديد من الجغرافيا السياسية والقضايا المتعلقة بالطاقة في دول جنوب وشرق آسيا بصفتها مركزًا متناميًا للطلب على منتجات الطاقة.

وأشاد فريدريك بالاكتشافات النفطية الجديدة التي أعلنت عنها الإمارات وتأثيرها على القطاع، معقبًا: "مع هذه الاكتشافات الضخمة قفزت الإمارات إلى المرتبة السادسة عالميًا، وأصبحت أكثر نفوذًا وتأثيرًا في هذا القطاع الحيوي على مستوى العالم، والإمارات وقيادتها الرشيدة تنظر إلى مستقبل قطاع الطاقة بطريقة أكثر شمولية تمكنها من تحقيق أهداف التنمية المستدامة".

ويرى كيمب أن دولة الإمارات العربية المتحدة تتمتع بمكانة عالمية مرموقة في إرساء سياسات الطاقة وابتكاراتها، كونها ملتقى عالميًا لنخبة من ألمع العقول والمفكرين بقطاع الطاقة.

وركزفريدريك، على أن المبادرات المهمة لدولة الإمارات، تجاه التغييرالمناخي وتسريع وتيرة التنمية المستدامة، يمكنها أن تصبح مركزًا استراتيجيًا لجعل ما يزيد عن مليار شخص على وجه الأرض أكثر مرونة تجاه التغيرات المناخية والحفاظ على البيئة، موضحًا أن دولة الإمارات أدركت مبكرصا أهمية انتقال مصادر الطاقة من الوقود الأحفوري إلى الطاقة المتجددة والنظيفة.

وأعرب فريدريك كيمب عن فخره بالعمل مع دولة الإمارات، حول مجموعة من القضايا التي تخص مستقبل قطاع الطاقة، مشيرًا إلى أن الإمارات تعد أحد المناطق المهمة على مستوى العالم التي توفر منصة متخصصة، تناقش جميع جوانب الطاقة في الماضي والمستقبل والوقوف على التحديات التي يمكن أن تعيق مسيرة التنمية المستدامة.

وفيما يتعلق بأهمية مشاريع الإمارات التي تتعلق بالتقاط الكربون وتخزينه في دعم جهود تحقيق التنمية المستدامة، قال فريدريك كيمب: "إن دولة الإمارات رائدة في هذا المجال ما يجعلها ملهمة للآخرين لتحقيق التغيير السريع الذي نحتاجه في المناخ والبيئة، والكثير من الناس في دول العالم تعيش على أمل أن يصبح الكربون غير موجود وأن يحل محله أشياء أخرى.

وأوضح كيمب الدور الذي يمكن أن تلعبه شركات النفط والغاز للتخلص من آثار الكربون في أنظمة الطاقة الخاصة بها مع مواصلة دورها في إمداد العالم بالطاقة.

وتابع فريدريك: "إن دول العالم تتجه حاليًا إلى استخدام التكنولوجيا الحديثة المتمثلة في الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية، في إنتاج واستخدام الطاقة بكافة مكوناتها لما يمكن أن تحققه من وفورات كبيرة للدول المنتجة والمستهلكة، لافتًا إلى أنه خلال السنوات الخمس المقبلة ستساعد التقنيات المتقدمة في زيادة مصادر الطاقة المتجددة وتوفيرها، وجعلها أقوى بكثير من الاستخدام الحالي حيث تتحرك التكنولوجيا بشكل أسرع إذ يمكن استخدامها في معالجة أزمة المناخ والاستفادة من المواردالطبيعية.

ومن المتوقع أن تصبح التقنيات الجديدة مصادر للمنافسة بدلا من الحلول الممكنة لتحديات الطاقة المشتركة.

وتابع: "الإمارات رائدة في مجال التكنولوجيا كونها من الدول القليلة في العالم التي لها وزير للذكاء الاصطناعي وهو ما يمكنها من لعب دور أكبر ليس فقط من أجل مصلحة شعب الإمارات ولكن لصالح البشرية".

وخصص المنتدى جلسة بمناسبة مرور عقد على اتفاقية الإمارات وأمريكا للتعاون السلمي في الطاقة والتي تم توقيعها عام 2009، حيث تعد مثالًا إيجابيًا على التعاون في مجال الطاقة النووية التجارية ووسيلة فعالة لدعم تطوير الطاقة النظيفة وعدم انتشار الأسلحة في الخارج، وفقا لهذا الاتفاق.

يذكر أن الدورة السنوية الرابعة لمنتدى الطاقة العالمي الذي ينظمه المجلس الأطلسي، في أبوظبي تنطلق غدا وتستمر حتى 12 يناير الجاري والذي يستهل من خلاله أسبوع أبوظبي للاستدامة فعالياته.

ويجمع الحدث الذي يعقد على مدار ثلاثة أيام كوكبة من أبرز الشخصيات السياسية وقادة الفكر العالميين والإقليميين؛ لإرساء أجندة الطاقة العالمية للعام الجديد؛ ما يعزز الدور الريادي الذي تحظى به الإمارات في إرساء منصة النقاش الرئيسية لقطاع الطاقة.

شاهد أيضاً

ولي عهد أبوظبي ورئيس الوزراء النرويجي يشهدان توقيع وتبادل عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم

التقى سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، معالي يوناس …