برق الإمارات مؤسسة إعلامية إماراتية رائدة في قطاع الأخبار والترويج الإعلامي
برق الإمارات | متابعات
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس، انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني وإعادة العمل بالعقوبات الأميركية على طهران، فيما ردت طهران بأنها تدرس إعادة تخصيب اليورانيوم بعد مباحثات ستجريها مع الأوروبيين والروس والصينيين بشأن الخطوة الأميركية.
وقال ترامب في كلمة متلفزة ألقاها في البيت الأبيض «أعلن اليوم انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني»، واصفاً إياه بأنه «كارثي». كما أعلن إعادة العمل بالعقوبات على إيران، متهماً إيران بأنها «تكذب» في شأن ملفها النووي. وحذر ترامب إيران من مواجهة «مشكلات أكبر» إذا واصلت أنشطتها النووية، معتبراً أن إيران تستحق «حكومة أفضل». وقبل بضع ساعات من إعلان قراره، كان ترامب تباحث هاتفياً مع نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون بشأن الاتفاق النووي. وأعلنت الرئاسة الفرنسية أن ماكرون تشاور مع المستشارة الألمانية انغيلا ميركل ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي قبل إعلان ترامب. وأجرى ماكرون اتصالاً هاتفياً بنظيره الأميركي قبيل صدور قرار الأخير الخاص بالاتفاقية النووية مع إيران.
وأعلن قصر الإليزيه أمس أن الرئيسين تحدثا حول قضايا تتعلق بالسلام والاستقرار في الشرق الأوسط، ولم يشر القصر إلى تفاصيل أخرى عن المحادثة الهاتفية، كما خلا البيان المقتضب للقصر الرئاسي الفرنسي من الإشارة إلى الاتفاقية النووية مع إيران غير أن ماكرون دعا ترامب مراراً إلى عدم الخروج من الاتفاقية.
ونص الاتفاق النووي مع إيران على التزام طهران بالتخلي لمدة لا تقل عن عشر سنوات، عن أجزاء حيوية من برنامجها النووي وتقييده بشكل كبير بهدف منع إيران من أن يكون لديها القدرة على تطوير أسلحة نووية، وذلك مقابل رفع العقوبات عن إيران. بالمقابل، أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني، إثر قرار ترامب، أنه يريد التباحث سريعاً مع الأوروبيين والصينيين والروس لمعرفة مدى قدرة هؤلاء على ضمان مصالح إيران بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي.
وحذر من أن بلاده قد تضع حداً للقيود المفروضة على أنشطة تخصيب اليورانيوم. وقال روحاني «أصدرت تعليمات لوكالة الطاقة الذرية الإيرانية للقيام بما هو ضروري (...) بحيث نستأنف التخصيب الصناعي اللامحدود إذا لزم الأمر». وأضاف «سننتظر بضعة أسابيع قبل تنفيذ هذا القرار»، في ضوء نتائج المحادثات بين طهران وشركاء آخرين في الاتفاق.
وإذ اتهم الرئيس دونالد ترامب بممارسة «حرب نفسية»، قال روحاني في مداخلة عبر التلفزيون الإيراني الرسمي «لقد أظهرت الولايات المتحدة دائماً أنها لا تفي أبداً بالتزاماتها».
وقبيل الإعلان الأميركي، كان روحاني ألمح إلى أن إيران قد تبقى في الاتفاق النووي حتى إذا انسحبت الولايات المتحدة منه، ولكنه قال إن طهران ستقاوم بشدة الضغوط الأميركية للحد من نفوذها في الشرق الأوسط. وأقر روحاني بأن بلاده يمكن أن تواجه بعض المشكلات إثر الانسحاب الأميركي من الاتفاق.
وقبيل إعلان ترامب انسحابه، التقى مسؤولون من بريطانيا وألمانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عرقجي في بروكسل «وكرروا دعمهم للتطبيق الكامل والفعال للاتفاق من جانب جميع الأطراف»، كما قال الاتحاد في بيان.
ونقلت وكالة إرنا الإيرانية للأنباء عن نائب وزير خارجيتها عباس عراقجي قوله إن بلاده سترد على قرار ترامب بشأن الاتفاق النووي بما يتفق مع مصالحها الوطنية. ونقلت عنه قوله عقب اجتماع مع مبعوثين من فرنسا وبريطانيا وألمانيا والاتحاد الأوروبي في بروكسل «إيران تراقب موقف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عن قرب وسوف ترد على القرار الأميركي وفقاً لمصالحها الوطنية».
وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قال في وقت سابق إن الولايات المتحدة سترتكب «خطأ» إذا انسحبت من الاتفاق النووي ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن ظريف قوله «إذا ارتكب ترامب هذا الخطأ وألغى الاتفاق... فسوف يتعين عليه لاحقاً قبول حقوق الإيرانيين في ظل وضع أسوأ».
وقالت وزارة الخزانة الأميركية إن الولايات المتحدة ستعيد فرض مجموعة واسعة من العقوبات المتعلقة بإيران بعد انتهاء فترة تخفيف العقوبات التي تصل إلى 180 يوماً ومنها عقوبات تستهدف قطاع النفط الإيراني والتعاملات مع بنكها المركزي. وأضافت الخزانة في بيان على موقعها الإلكتروني ووثيقة ذات صلة، أن العقوبات التي تتعلق بصادرات الطائرات إلى إيران وتجارة المعادن وأي جهود تقوم بها طهران للحصول على دولارات أميركية سوف تتم إعادة فرضها أيضاً.
وأعلن مستشار الامن القومي الاميركي جون بولتون أن اعادة العمل بالعقوبات الاميركية المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني ستسري فوراً على العقود الجديدة، موضحاً أن أمام الشركات الاجنبية بضعة اشهر «للخروج» من ايران.
