حذّرت الأمم المتحدة من تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية ضد المزارعين الفلسطينيين خلال موسم قطف الزيتون، وهو الموسم الذي يُشكّل مصدراً أساسياً للرزق لما بين "80 إلى 100 ألف أسرة فلسطينية" تعتمد عليه بشكل مباشر.
الزيتون ركيزة الاقتصاد الريفي الفلسطيني
قال رئيس مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة، أجيث سونغاي، إن "موسم الزيتون يمثل العمود الفقري الاقتصادي للمجتمعات الريفية الفلسطينية"، مؤكداً أن حماية هذا الموسم تعد ضرورة إنسانية واقتصادية.
ودعا سونغاي إلى تكثيف الجهود الدولية المنسقة لضمان سلامة المزارعين الفلسطينيين وتمكينهم من الوصول إلى أراضيهم والاستفادة الكاملة من الموسم دون عراقيل.
الاعتداءات جزء من سياسة منهجية
واعتبر سونغاي أن الاعتداءات الإسرائيلية ضد المزارعين في الضفة الغربية تشكل جزءاً من سياسة أوسع تهدف إلى فصل الفلسطينيين عن أراضيهم، وتجريدهم من ممتلكاتهم، وتيسير توسّع المستوطنات غير القانونية في القرى والمدن الفلسطينية.
عنف المستوطنين بلا مساءلة
وأشار سونغاي إلى تصاعد غير مسبوق في عنف المستوطنين خلال السنوات الثلاث الماضية، مؤكداً أن هذه الاعتداءات تتم بدعم ومشاركة القوات الإسرائيلية، دون أن تتم مساءلة مرتكبيها أو اتخاذ أي إجراءات رادعة بحقهم.
قيود إسرائيلية تفصل المزارعين عن أراضيهم
ولفت المسؤول الأممي إلى أن إقامة الحواجز والبوابات الحديدية الجديدة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي أدت إلى فصل آلاف المزارعين عن أراضيهم الزراعية، مما خلّف آثاراً إنسانية واقتصادية كارثية.
وأوضح أن القوات الإسرائيلية منعت في عامي 2023 و2024 المزارعين من الوصول إلى مزارعهم، ما تسبب بترك نحو 96 ألف دونم مزروعة بأشجار الزيتون دون حصاد، وأدى إلى خسائر فادحة للمزارعين الفلسطينيين.