حقق مرصد الختم الفلكي في صحراء أبوظبي إنجازاً علمياً لافتاً، بعد تمكنه من التقاط صورة نادرة وواضحة لسديم "مخلب القط "Cat’s Paw Nebula"، أحد أشهر سُدُم الانبعاث في الفضاء، وذلك بعد عملية تصوير دقيقة امتدت لنحو عشر ساعات متواصلة.
بيئة كونية حاضنة لتكوين النجوم
يُعد السديم الذي يقع في كوكبة العقرب النجمية، من أبرز مواقع تشكّل النجوم في مجرتنا، ويتكوّن من الغاز والغبار الكوني، حيث يشكّل بيئة نشطة تُعزز ولادة النجوم الجديدة. وتُظهر الصورة التي التقطها المرصد بوضوح اللونين الأحمر والأزرق، واللذين يشيران إلى وجود غازي الهيدروجين والأكسجين على التوالي.
رحلة ضوء عمرها آلاف السنين
الضوء الذي وصل إلى تلسكوب المرصد انطلق من السديم قبل نحو 4370 سنة، ويبلغ حجمه الظاهري في السماء أكبر قليلاً من حجم القمر البدر. أما حجمه الحقيقي فيُقدّر بما يحتاج الضوء إلى 320 سنة ضوئية لقطعه من طرف إلى آخر، مع العلم بأن سرعة الضوء تصل إلى 300 ألف كيلومتر في الثانية.
تحديات تصويرية بسبب الموقع والانخفاض
ورغم صعوبة رصده من أبوظبي بسبب انخفاض موقعه في السماء، حيث لا يتجاوز ارتفاعه 30 درجة عن الأفق، ما يزيد من تأثير التلوث الضوئي وتشتت الضوء في الغلاف الجوي، إلا أن المرصد نجح في توثيق صورة نادرة لهذا السديم، والذي يُشبه في شكله "قدم القط"، وهو ما منحه تسميته الشهيرة.
ويمثل هذا الإنجاز إضافة نوعية إلى سجل دولة الإمارات في مجالات علوم الفلك ورصد الأجرام السماوية، ويعكس التقدم التقني والدقة العالية التي تتمتع بها المراصد الفلكية المحلية.