الرئيسية / عربي ودولي / "أونروا" تحذّر من تزايد معدلات سوء التغذية في غزة وموجات النزوح بالضفة

"أونروا" تحذّر من تزايد معدلات سوء التغذية في غزة وموجات النزوح بالضفة

تصاعدت التحذيرات الدولية من التدهور الإنساني في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، وسط قيود صارمة ونقص حاد في الغذاء والدواء، مما يهدد بمضاعفة معاناة السكان، ويدفع نحو أكبر موجة نزوح تشهدها الأراضي الفلسطينية منذ عقود.

تزايد حالات سوء التغذية بين الأطفال في غزة

حذّرت منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" من الارتفاع المتسارع في معدلات سوء التغذية بين الأطفال في قطاع غزة، نتيجة لتشديد الحصار الإسرائيلي منذ أكثر من أربعة أشهر. وقالت جولييت توما، مديرة الاتصالات في "أونروا"، إن طفلاً من كل عشرة أطفال خضعوا للفحص في عيادات الوكالة يعاني من سوء التغذية، وهي ظاهرة لم تكن شائعة في غزة قبل اندلاع الحرب.

النظام الصحي على حافة الانهيار

وأوضحت توما أن فرق "أونروا" أجرت فحوصات لأكثر من 240 ألف طفل منذ يناير الماضي، مشيرة إلى أن تزايد أعداد المحتاجين للعلاج يهدد بانهيار النظام الصحي في غزة، والذي يعاني أصلاً من نقص حاد في الإمدادات الطبية والعلاجية. كما كشفت أن ما يقرب من 60٪ من الأدوية الأساسية لدى "أونروا" قد نفدت، وسط استمرار منع إدخال المساعدات منذ 2 مارس الماضي.

مساعدات محتجزة عند المعابر

قالت توما إن الأدوية، والمواد الغذائية، ومستلزمات النظافة، والوقود جميعها في طريقها للنفاد، مؤكدة أن "أونروا" لم تتمكن من إدخال أي مساعدات إنسانية إلى القطاع منذ أكثر من أربعة أشهر، رغم وجود أكثر من 6 آلاف شاحنة محملة بالإمدادات خارج غزة بانتظار الدخول.

الحاجة إلى الأمان قبل الطعام

شدّدت المتحدثة باسم "أونروا" على أن سكان غزة لا يحتاجون فقط إلى الغذاء، بل إلى الأمان قبل كل شيء، مؤكدة أنه "لا مكان آمناً في غزة". كما أعربت عن قلقها من تداعيات تدهور الأوضاع الإنسانية على الأطفال، في ظل ندرة الغذاء والدواء، وانهيار البنية التحتية الصحية.

الضفة الغربية تعاني "حرباً صامتة"

وفي الضفة الغربية المحتلة، أكدت توما أن هناك "حرباً صامتة" تتصاعد في ظل القيود المشددة على الحركة، وارتفاع معدلات الفقر والبطالة، وانقطاع السكان عن سبل عيشهم. وقالت إن العمليات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة، إلى جانب عنف المستوطنين، تسببت في موجة نزوح هي الأطول منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

أكبر موجة نزوح منذ عام 1967

أشارت المسؤولة الأممية إلى أن ما يحدث حالياً يمثل أكبر نزوح للفلسطينيين في الضفة الغربية منذ عام 1967، موضحة أن العديد من مخيمات اللاجئين في شمال الضفة تأثرت بشكل مباشر بالعمليات العسكرية، ما فاقم الأوضاع المعيشية والإنسانية للسكان.

استمرار خدمات "أونروا" رغم التحديات

ورغم الظروف القاسية، أكدت توما أن "أونروا" تواصل تقديم خدماتها في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة، مشيرة إلى أن نحو 14 ألف موظف محلي يعملون على دعم اللاجئين الفلسطينيين، خاصة في مجالي التعليم والرعاية الصحية الأولية، في ظل غياب البدائل الإنسانية الكافية.

شاهد أيضاً

الجامعة العربية تدين خطة إسرائيلية لـ"حشر الفلسطينيين" جنوب غزة وتصفها بالتطهير العرقي

أدانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، بأشد العبارات، ما تم تداوله مؤخراً من خطط إسرائيلية …