وثيقة أوروبية: انتهاكات إسرائيل قد تبرر تجميد اتفاقية الشراكة

أكدت وثيقة أوروبية مسرّبة، خضعت للمراجعة من قبل خدمة العمل الخارجي والمفوضية الأوروبية، أن تصرفات إسرائيل الأخيرة قد تبرر تجميد اتفاقية الشراكة الممتدة منذ 25 عاماً بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل.

اتهامات بالانتهاكات وتكلفة باهظة على إسرائيل

الوثيقة، التي وُصفت بأنها "محدودة التداول" والمكونة من ثماني صفحات، وزّعت على سفارات الدول الأعضاء في بروكسل يوم الجمعة، وتضمنت إشارات واضحة إلى ارتكاب إسرائيل هجمات عشوائية وتجويع وتعذيب وفصل عنصري ضد الفلسطينيين، بحسب ما شددت عليه الأمم المتحدة أيضاً.

كما ورد في الصفحة السابعة من الوثيقة أن هناك "مؤشرات على أن إسرائيل قد تنتهك التزاماتها في مجال حقوق الإنسان"، ما قد يعرضها لفقدان امتيازات تجارية سنوية تصل إلى مليار يورو بموجب اتفاقية الشراكة الموقعة قبل ربع قرن.

انتقادات حادة لموقف الاتحاد الأوروبي

مصادر أوروبية في بروكسل أكدت أن الوثيقة المسربة "توضح بجلاء أن مؤسسات الاتحاد الأوروبي على دراية تامة بما يحدث في غزة"، وأنها "لا تُنكر تلك الحقائق أو تبررها، مصداقية الاتحاد ستكون على المحك إذا لم تُتخذ إجراءات بناءً على نتائج هذه الوثيقة".

ويُذكر أن تقريراً سابقاً أصدرته دائرة الشؤون الخارجية الأوروبية في نوفمبر الماضي كان قد أشار إلى وجود جرائم حرب إسرائيلية، لكنه لم يسفر عن اتخاذ خطوات عملية.

غياب الإجماع يؤجل الحسم

من المنتظر أن يطّلع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي على الوثيقة خلال اجتماعهم المقرر يوم الاثنين المقبل، إلا أن اتخاذ أي قرار سيكون مرهوناً بوجود إجماع بين الدول الأعضاء، وهو ما لا يبدو متوفراً حتى الآن.

أما مسودة توصيات قمة الاتحاد الأوروبي المرتقبة يوم الخميس المقبل، فقد اكتفت بالإشارة إلى أن القادة "أُحيطوا علماً" بالوثيقة، دون تبني توصياتها بشكل واضح أو الدعوة إلى خطوات تنفيذية أكثر جرأة.