اختار المؤتمر العالمي للاتصالات الراديوية WRC23 المنعقد حاليا في دبي المهندس محمد الرمسي رئيساً للمؤتمر، في خطوة تعكس المكانة العالمية لدولة الإمارات، ولا سيما في قطاع الاتصالات الذي يعد المحرك الأبرز للتطور في مختلف المجالات الراهنة، كما تعكس هذه الخطوة كفاءة وقدرة أبناء الإمارات في إدارة وترؤس أكبر المنصات والفعاليات الدولية.
محمد الرمسي رئيساً للمؤتمر العالمي للاتصالات الراديوية
وجاء الاختيار تتويجاً لقرار اتخذه المؤتمر العالمي للاتصالات الراديوية في دورته السابقة بشرم الشيخ في جمهورية مصر العربية عام 2019 بالموافقة على استضافة دولة الإمارات لهذا المؤتمر الذي يعد من أهم المؤتمرات العالمية في قطاع الاتصالات عموماً، والاتصالات الراديوية على وجه الخصوص. كما وافق المؤتمر آنذاك على اعتبار سعادة محمد الرمسي مرشحاً لرئاسة الدورة التاسعة والثلاثين للمؤتمر التي تنعقد هذه الأيام في الدولة.
خطة وطنية منسّقة
وأطلقت هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية، بعد فوز الدولة باستضافة المؤتمر في 2019، خطة وطنية منسّقة بمشاركة عدد من الجهات الحكومية ذات الصلة تقوم على محورين: المحور الأول يتمثل في ضمان الاستعدادات التامة لاستضافة الحدث وفق أعلى المعايير التي تليق بسمعة الدولة وتاريخها الحافل باستضافة المؤتمرات العالمية الكبرى، وبما يؤمن تسهيل مهمة مندوبي دول العالم أثناء وجودهم طيلة فترة انعقاد المؤتمر التي تستمر لأربعة أسابيع كاملة، ويتعلق المحور الثاني باستعدادات سعادة المهندس محمد الرمسي، بصفته مرشحاً لرئاسة المؤتمر لتحقيق النجاح في تلك المهمة الاستراتيجية.
الجهود واللقاءات العالمية
وتضمن المحور قائمة من الجهود واللقاءات العالمية لضمان نجاح المؤتمر في تحقيق أهدافه بالوصول إلى التحديثات الملائمة على لوائح الراديو وقد تطلّب ذلك القيام بعدد من الجولات على المجموعات التي تمثل الأقاليم العالمية المنضوية تحت مظلة الاتحاد الدولي للاتصالات، حيث خاض الرمسي جلسات عديدة من التفاوض والحوار وتقريب وجهات النظر ومد جسور التفاهم بين الدول والمجموعات الإقليمية لبناء التفاهمات والتوافقات التي من المفترض أن تفضي إلى قرارات ناجحة في مجال الترددات الراديوية وغيرها من المسائل ذات الصلة خلال جلسات المؤتمر الحالي.
أهم المؤتمرات المنضوية تحت الاتحاد الدولي للاتصالات
ويعتبر المؤتمر العالمي للاتصالات الراديوية واحداً من أهم المؤتمرات المنضوية تحت الاتحاد الدولي للاتصالات، إذ ينعقد كل أربع سنوات بهدف تحديث لوائح الراديو، الاتفاقية الدولية التي تنظم الترددات الراديوية في العالم. وتمثل كل دورة من دورات المؤتمر تدشيناً لمرحلة جديدة تؤثر على ما بعدها من منتجات وخطط واستراتيجيات في المجالات التقنية ومجالات التحول الرقمي.
مكانة الإمارات الرفيعة
وقال الرمسي، إن موافقة المؤتمر على ترشيح شخصية إماراتية لرئاسة أحد أهم المؤتمرات وأكثرها تأثيراً في قطاع الاتصالات العالمي، بمثابة ترجمة لما تتمتع به دولتنا من مكانة عالمية رفيعة واليوم تتعزز هذه المكانة من خلال سرعة اتخاذ القرار باعتماد هذا الخيار في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، مضيفا: "أنا اليوم أشعر بمسؤولية كبرى يمليها عليّ واجبي كإماراتي تجاه وطني أولاً، وتجاه المسؤوليات العالمية التي تترتب على وجودي في هذا الموقع".
الدعم الكبير
وأضاف: "أستمد ثقتي بالنجاح في هذه المهمة من الدعم الكبير الذي حظيت به، ويحظى به كل فرد من أبناء هذا الوطن المعطاء، وهو ما جعل أبناء الإمارات يثبتون حضورهم بجدارة فائقة في كافة المناسبات والمحافل العالمية التي مثلوا فيها بلادهم".
خدمة الرسالة العالمية لدولة الإمارات
وتابع: "اليوم أؤكد أن هذا الاختيار يمدني بحافز كبير لكي أبذل كل جهد مستطاع من أجل خدمة الرسالة العالمية لدولة الإمارات، والمتمثلة في رؤية نحن الإمارات 2031 ومحورها الذي يجعل من دولتنا داعماً رئيساً للتعاون الدولي وعنصراً فاعلاً في تحقيق الأهداف التنموية الأممية لخدمة الإنسان في كل مكان".
جلسات متعددة ومتنوعة
وينعقد المؤتمر العالمي للاتصالات الراديوية في دبي، من 20 نوفمبر إلى 15 ديسمبر، بمشاركة نحو 4500 مسؤول حكومي من 193 دولة وحوالي 900 منظمة دولية وجامعة وشركة من مختلف أنحاء العالم، ويشهد جلسات متعددة ومتنوعة تهدف للوصول إلى توافقات عالمية حول الاتصالات اللاسلكية وتردداتها مما ينعكس على القطاعات كافة كالتصنيع والفضاء والصحة والتعليم والنقل والمواصلات.
أهمية استثنائية
وتكتسب هذه الدورة من المؤتمر أهمية استثنائية في ضوء المتغيرات المتسارعة في عالم اليوم، وخصوصاً في مجال التقنيات الجذرية والناشئة التي فرضت نفسها كعامل حاسم في تشكيل معالم المستقبل الرقمي ومستقبل المدن الذكية. وتعتمد الكثير من الخطط الصناعية في مجال منتجات الاتصالات والتكنولوجيا على مخرجات المؤتمر من حيث اللوائح المعتمدة عالمياً للترددات اللاسلكية، حيث أنه باستضافة هذه الدورة تكون الإمارات الدولة الوحيدة في العالم التي استضافت وترأست كافة المؤتمرات والفعاليات المنضوية تحت الاتحاد الدولي للاتصالات، علماً بأن هذه هي المرة الثانية التي تترأس فيها دولة الإمارات المؤتمر العالمي للاتصالات الراديوية، وكانت المرة الأولى في عام 2012.