شهدت منافذ بيع في أسواق الدولة، ازدحاماً كبيراً، وطوابير لمستهلكين عند صناديق الدفع، مساء أول من أمس، وذلك عشية الإعلان عن رؤية هلال شهر رمضان. وأكد مسؤولو متاجر ارتفاع مبيعات محالهم خلال تلك الليلة بما يراوح بين 30 و95% مقارنة بالأيام العادية.
وأرجع مستهلكون تركيزهم على الشراء في أول ليلة من رمضان، على الرغم من ازدحام الأسواق، إلى العادات الشرائية، والعروض التخفيضية التي تكون مميزة في عدد من منافذ البيع، فيما اعتبر البعض الشراء في ذلك التوقيت من المظاهر المبهجة المرتبطة بقدوم شهر الصوم.
جولة ميدانية
ورصدت «الإمارات اليوم»، في جولة ميدانية لها على منافذ بيع وجمعيات تعاونية في دبي وأبوظبي، نفاد عدد من السلع من أرفف المتاجر، مثل منتجات الخبز العربي الأبيض والأسمر، وأصناف لمعلبات فول وحمص، وبيض المائدة، إضافة إلى أصناف علامات تجارية لسلع الأرز والمعكرونة والسمن، والدجاج الطازج.
وأظهرت الجولة كذلك وجود إقبال كبير على سلع التخفيضات والعروض الخاصة التي تشمل سلعاً مثل الخضراوات والفواكه، والتمور، والشعيرية، والقشطة، فضلاً عن سلع يكثر استخدامها في شهر رمضان، مثل شراب «فيمتو»، وحلويات الجيلي، والكاسترد، ولقمة القاضي.
ولاحظت «الإمارات اليوم» وجود نقص في عربات التسوق الكبيرة في بعض منافذ البيع، الأمر الذي دفع مسؤولي تلك المنافذ للاعتذار للمتسوقين عن ذلك. كما أوقفت منافذ بيع خدمة توصيل الطلبات للمنازل، نظراً للازدحام الشديد.
بهجة وعروض
بدوره، قال المستهلك أشرف حسين، إنه اعتاد وأسرته شراء احتياجاتهم من السلع الغذائية، ليلة رمضان وليس في أوقات سابقة، لافتاً إلى أن تلك العادة تمنح العائلات مظاهر للبهجة من خلال الاستعداد لرمضان في الليلة نفسها.
إلى ذلك، قال المستهلك سامر إبراهيم إن التسوق خلال ليلة رمضان يتيح للمستهلكين الاستفادة من العروض التخفيضية الإضافية التي تمنحها بعض منافذ البيع خلال ذلك التوقيت، كما أنه يعد عادة سلوكية عند العائلات.
واتفق المستهلك تامر ناجي، على أن الشراء في ذلك التوقيت يعد بمثابة عادة للعائلة من الصعب تغييرها، لأنها ترتبط بمظاهر البهجة المتعلقة بشهر رمضان، على الرغم من أنها تتسبب في نفاد بعض العلامات التجارية لسلع يزداد الطلب عليها خلال تلك الفترة.
وتابع: «على الرغم من أن تلك العادة تعرض المستهلكين لفترات انتظار طويلة عند صناديق الدفع، فإنها تعود بفوائد أخرى تتعلق بطرح بعض منافذ البيع تخفيضات إضافية خلال تلك الليلة فقط».
أما المستهلكة سماح حمودة، فذكرت أن الشراء خلال تلك الليلة عادة استهلاكية لمعظم المستهلكين الذين يحددون متطلبات الشراء في توقيت متأخر وليس مبكراً، ما يتسبب في الازدحام الكبير بمنافذ البيع، لافتة إلى أنها اضطرت لشراء منتجات بديلة لعلامات تجارية كانت معتادة على شرائها، بعدما فوجئت بنفادها.
خلو الأرفف
وفي أبوظبي، قالت المستهلكة أحلام عبدالله، إنها تسوقت لاحتياجات الأسرة من أيام عدة، إلا أنها تحرص على التسوق ليلة رمضان للتحقق من وجود كل ما تحتاجه الأسرة، والاستفادة من أي تخفيضات جديدة.
ولفتت إلى وجود ازدحام وطوابير طويلة أمام صناديق الدفع في بعض منافذ البيع، مشيرة إلى أن السلع متوافرة بصفة عامة، إلا أن بعض الأرفف خلت من بعض السلع التي يكثر استهلاكها في شهر رمضان، وبدا بعضها شبه فارغ من السلع مثل بعض أصناف اللحوم والدواجن الطازجة والمعجنات.
وأكدت أن الإقبال يتركز بصفة خاصة على السلع التي توجد عليها عروض سعرية قوية.
نوع من الاحتفال
من جانبه، قال المستهلك سالم الكعبي إنه يحرص على التسوق مع عائلته ليلة رمضان، كنوع من الاحتفال بقدوم الشهر الكريم، والتحقق من تلبية احتياجات الاسرة، على الرغم من الازدحام والطوابير الطويلة أمام صناديق الدفع.
وأكد أن الازدحام الشديد أدى إلى خلو أرفف من بعض الأصناف مثل اللحوم، والدواجن الطازجة، وبعض أصناف المعكرونة، لافتاً إلى أنه لاحظ ازدحاماً كبيراً عند نقاط بيع المأكولات الساخنة، وإقبالاً على السلع مخفضة السعر مثل التمور، والخضراوات، والفواكه، والشاي، والقهوة، والقشطة.
عربات التسوق
أما المستهلكة منى الأحمد، فرأت أن التسوق ليلة رمضان، بعد ثبوت رؤية الهلال، عادة منذ كانت صغيرة.
ولفتت إلى أنها وجدت نقصاً في عربات التسوق الكبيرة، ما دفع المسؤول في منفذ البيع إلى الاعتذار للمتسوقين، وتوفير عربة تسوق صغيرة.
واتفقت على أن جميع السلع متوافرة، إلا أنه يلاحظ خلو الأرفف من بعض الأصناف التي تحظى بإقبال مثل اللحوم، والدواجن الطازجة، ومناشف المطبخ، وأغطية السفرة.
وأكدت أن الاقبال يتركز على سلع التخفيضات بشكل رئيس، لاسيما الطحين، والأرز، والسكر، والخضراوات، والفواكه، والشاي والسلع الرمضانية، فضلاً عن مواد تنظيف الأواني.
عادات مستهلكين
وقال مدير إدارة التسويق والسعادة في «تعاونية الاتحاد»، سهيل البستكي، إن زيادة الازدحام على منافذ «التعاونية» لشراء مستلزمات شهر رمضان، رفع من المبيعات بنسبة 95% وفقاً للمؤشرات الأولية التي تم رصدها خلال تلك الليلة مقارنة بالأيام العادية.
ورأى البستكي أن التزاحم في منافذ البيع خلال تلك الليلة، وعدم الشراء المبكر لاحتياجات شهر رمضان، من ضمن عادات المستهلكين التي يجب رفع الوعي بتغييرها بالتعاون بين الجهات المختلفة في المجتمع.
وأضاف أن طوابير الازدحام في منافذ التعاونية خلال تلك الفترة يرفع كلفة الخدمات اللوجستية، خصوصاً المتعلقة بإعادة تعبئة الأرفف بالسلع، والعمل على ترتيبها عبر موظفين متخصصين، فضلاً عن التوريد المستمر من المستودعات، مع زيادة الطلب على السلع مقارنة بالفترات العادية، لاسيما ما يتعلق بالسلع الغذائية ذات الطلب المرتفع خلال شهر رمضان.
وأكّد أن «تعاونية الاتحاد» وضعت خطط طوارئ تتعلق بتلك الليلة، عبر زيادة عدد الموظفين، خصوصاً على صناديق الدفع للتسهيل على المستهلكين.
ازدحام كبير
من جهته، قال المدير التنفيذي لـ«مجموعة أسواق» التابعة لـ«مؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية»، يوسف شرف، إن منافذ البيع التابعة لـ«أسواق» شهدت معدلات ازدحام كبيرة خلال ليلة دخول شهر رمضان، مع وجود عادات وممارسات خاطئة لدى عدد من المستهلكين بعدم الشراء المبكر.
وكشف أن مبيعات «أسواق» ارتفعت بنسب تصل إلى 70% مقارنة بالفترات العادية، مؤكداً الاستعداد لتلك الليلة عبر توفير الخدمات اللوجستية المناسبة، عبر التوريد المستمر من المستودعات، وتوفير عدد كافٍ من الموظفين ومسؤولي صناديق الدفع لمساعدة المستهلكين.
في السياق نفسه، قال مسؤول المبيعات في متاجر تجزئة بدبي، كويل ماهندر، إن إقبال المستهلكين رفع من نسب المبيعات خلال تلك الليلة بما يجاوز 70% مقارنة بالايام العادية.
وأوضح أن الإقبال لم يتركز على السلع الغذائية فقط، بل شمل أواني الطهي والأطباق، مرجعاً نفاد بعض السلع من علامات تجارية معينة إلى إقبال المستهلكين عليها.
زيادة المبيعات
وفي أبوظبي، قال مسؤول البيع في منفذ بيع كبير، محمد الأسعد، إن هناك زيادة في المبيعات خلال ليلة الإعلان عن دخول شهر رمضان تقدّر بنسبة 40% تقريباً مقارنة بالمبيعات خلال اليوم العادي.
وأكد أن منفذ البيع حريص على زيادة عدد الوحدات الموجودة من كل سلعة، والتحقق من عدم حدوث أي نقص في السلع.
واتفقت مسؤولة البيع في منفذ بيع آخر، جانيس راندي، على أن هناك زيادة تراوح بين 30 و40% في المبيعات ليلة رمضان في منافذ البيع والجمعيات التعاونية عادة.
وأضافت أن التخفيضات شجعت العائلات على التسوق مرات عدة، خلال الأيام الماضية، لافتة إلى أن منافذ بيع أوقفت خدمة توصيل الطلبات للمنازل أول من أمس، نظراً لانشغال جميع الموظفين بمتابعة ومساعدة المستهلكين داخل المنفذ نفسه.
المصدر : الإمارات اليوم