اندلع حريق ضخم ليلة أمس في منطقة غابات بمدينة مارتيغ الواقعة شمال غرب مرسيليا، ضمن إقليم بوش-دو-رون جنوب فرنسا، ما أسفر عن تدمير نحو 154 هكتاراً من الغطاء النباتي، وسط استنفار واسع لفرق الإطفاء لمنع انتشار النيران نحو التجمعات السكنية.
وأكدت محافظة بوش-دو-رون أن أكثر من 800 عنصر إطفاء شاركوا في جهود الإخماد، مدعومين بـ200 مركبة وتسع طائرات مخصصة للتعامل مع حرائق الغابات. ووصف برونو كاسيتي، نائب المحافظ، الحريق بأنه الأضخم من حيث حجم الموارد التي جُندت له منذ مطلع العام، مشيراً إلى احتراق 135 هكتاراً بالكامل.
الوضع تحت السيطرة رغم استمرار الحريق
وعلى الرغم من امتداد ألسنة اللهب، أكد أحد ضباط الإطفاء في الإقليم أن "الوضع تحت السيطرة"، موضحاً أن الحريق ما يزال مشتعلاً لكنه محاصر بجميع الوسائل المتاحة، ولم تُسجل حتى الآن أي إصابات بشرية أو أضرار في المباني.
تنبيهات للسكان وقلق من اقتراب النيران
أطلقت السلطات المحلية تنبيهات عبر خدمة الهواتف المحمولة، طالبت فيها سكان أحياء سان جوليان وفونترون بالتزام منازلهم وإغلاق النوافذ والأبواب كإجراء احترازي، كما دعت سكان منطقتي كارو ولا كورون إلى توخي الحذر، نظراً لاقتراب النيران من عدة تجمعات سكنية في مدينة مارتيغ.
من جانبه، عبّر عمدة المدينة غابي شارّو عن قلقه قائلاً: "شعرنا بقلق كبير حوالي الساعة السابعة مساءً عند اندلاع الحريق"، مذكّراً بحرائق أغسطس 2020 التي التهمت قرابة 1000 هكتار، وأدت حينها إلى إخلاء قريتين سياحيتين عن طريق البحر.
حريق جديد بعد كارثة 8 يوليو
ويأتي هذا الحريق بعد أقل من عشرة أيام من حريق آخر اندلع في 8 يوليو الجاري نتيجة احتراق سيارة على جانب أحد الطرق السريعة، مما أدى إلى امتداد النيران نحو 750 هكتاراً بين منطقتي ميرابو ومرسيليا، وتسبب حينها في تدمير 91 مبنى، منها 60 مبنى دُمّرت بالكامل أو أصبحت غير صالحة للسكن، خاصة في حي ليستاك الشمالي.
تعبئة متواصلة لمواجهة موسم حرائق خطير
تواصل فرق الإطفاء جهودها على مدار الساعة لضمان السيطرة الكاملة على الحريق الحالي والحد من خطر تمدده، وسط تحذيرات من موسم حرائق بالغ الخطورة هذا الصيف، في ظل ظروف مناخية قاسية تشهدها جنوب فرنسا.